أخبار

صفقة الفرق : هل حان وقت بيع فلسطين في المزاد العلني ؟

صفقة القرن

صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام هو اقتراح،أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الفلسطيني، أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وكان من المتوقع أن يطرحها كوشنرصهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين يعقد يومي 25 و26 يونيو 2019.

استبعد محللون إسرائيليون نجاح تنفيذ “صفقة القرن” دون موافقة السلطة الفلسطينية، وقللوا من فرص تطبيقها حتى لو حظيت بدعم دول عربية، لكنهم لم يستبعدوا أن تمنح الخطوة الأميركية إسرائيل لأول مرة في تاريخها القدرة على رسم حدودها بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وفقا للاعتبارات الأمنية ووفقا للمصالح الإستراتيجية الإسرائيلية.

ويعتقد المحللون أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسية بامتياز وتشكل طوق نجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه تهما بملفات الفساد، وأتت لتعزيز فرص نتنياهو للفوز على رئيس تحالف “أزرق-أبيض”، بيني غانتس، وتشكيل حكومة مستقبلية عقب حسم انتخابات الكنيست التي ستجري في 2 مارس/آذار المقبل.

ويستبعد المحللون إمكانية نجاح تطبيق الخطة على أرض الواقع بالدعم الأميركي لوحده، ويعتقدون أن الخطة صيغت بشكل يحفز السلطة الفلسطينية لرفضها بسرعة دون أي مساومة على قبولها، علما أن خطة ترامب تعاملت مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني من خلال الوقائع والحقائق المفروضة على أرض الواقع منذ احتلال الضفة الغربية بالعام 1967.

وبعيدا عن سنوات التحضير للخطة وتكثيف التسريبات في الآونة الأخيرة التي سبقت إعلان ترامب ومباركة نتنياهو وغانتس، هناك من يعتقد في الجانب الإسرائيلي أن هذا الإعلان رمزي حتى من وجهة النظر الصهيونية ويهودية الدولة، ويرجحون أنه لا مكان لتطبيق الصفقة على أرض الواقع دون موافقة الجانب الفلسطيني.

وتتماشى الخطة، وفقا للمحللين، مع تطلعات إسرائيل والدعم المطلق الذي تحظى به من إدارة ترامب التي ستكون الحصن قبالة أي انتقادات دولية، بل وستعمل على تجنيد دول عربية وخليجية لتنفيذ الخطة بمعزل عن الموقف الفلسطيني.

ويجزم شيلو أن الجانب الفلسطيني بمختلف الفصائل ورغم الانقسام لن يقبل بـ”صفقة القرن” حتى لو قبلت بها من دول عربية وخليجية ورحبت بها، وشكك في إمكانية تطبيق خطة ترامب على أرض الواقع، كونها صيغت بشكل متعمد ليرفضها الفلسطينيون.

وعن إمكانية حرص الجانب الإسرائيلي على قبول الجانب الفلسطيني للخطة واستعداده للتعاطي معها، أكد شيلو أن الخطة الأميركية لم تكتب من أجل أن تقبلها السلطة الفلسطينية، بل لترفضها ويظهر للعالم أن الجانب الفلسطيني وجهته ليست السلام وهي مصلحة مشتركة لنتنياهو وترامب.

توقيت وحسم
ويضيف المحرر الإسرائيلي أن الامتحان الحقيقي للخطة الأميركية سيكون بحال انتخب ترامب رئيسا لولاية ثانية، وحتى ذلك الحين فإن الخطة ما هي إلا تدخل في الانتخابات الإسرائيلية وصرف الأنظار عن محاكمة نتنياهو الذي يواجه تهما بالفساد وخيانة الأمانة وتلقي الرشى.

ورجح شيلو أن توقيت نشر الخطة بمثابة محاولة من إدارة ترامب لفرض أمر واقع مثلما حصل بإعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وتأتي الآن لتعزيز فرص نتنياهو حسم الانتخابات وتشكيل الحكومة مستقبلا، علما أن نتنياهو ربط مصيره ومستقبله السياسي بترامب، مما يعني أن إسرائيل ستكون عرضة للمخاطر الدبلوماسية على مستوى العالم إذا لم ينتخب ترامب مجددا.

إجماع ورفض
ويتفق المستشرق الإسرائيلي إيال زيسير، المحاضر في تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، مع الإجماع الإسرائيلي بأنه سيكون من الصعب تطبيق الخطة على أرض الواقع من دون موافقة فلسطينية.

لكن زيسير وخلافا للطرح الذي يقلل من قيمة “صفقة القرن” بسبب عدم قبولها فلسطينيا، يؤكد أن خطة السلام الأميركية لترامب بمثابة حدث تاريخي في التكوين المستقبلي لدولة إسرائيل وسيمكنها لأول مرة من تحديد ورسم حدودها من خلال فرض أمر واقع بمعزل عن الرفض الفلسطيني.

وأوضح المستشرق الإسرائيلي أنه صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الأميركيون خطة سلام في محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن هذه اامرة يعتقد زيسير أن الخطة ستكون مختلفة، كونها تتعامل مع الوقائع التي فرضتها إسرائيل على الأرض منذ التوقيع على اتفاق أوسلو، وليست قائمة على تطلعات وأحلام الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق عودة اللاجئين.

تطبيق وتثبيت
وعلى عكس الخطط الأميركية السابقة، يقول زيسير إن “صفقة القرن تتقاطع مع مصالح إسرائيل وأميركا في الشرق الأوسط، علما أن إدارة ترامب تتمتع بمكانة إقليمية لم تعرفها الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة”.

وحول إمكانية تطبيق “صفقة القرن” في ظل الرفض الفلسطيني، لا يستبعد زيسير ذلك، لكنه رجح بأنه سيكون تطبيقا جزئيا يضمن مصالح إسرائيل وتثبيت وجودها بالضفة والأغوار.

وقال إن “الرفض الفلسطيني متأصل في ضعف وعجز القيادة الفلسطينية عن اتخاذ قرارات مصيرية، ومواجهة الرأي العام الفلسطيني وإقناعه بضرورة تقديم التنازلات التي لا مفر منها”.

الخاسر والرابح
ويعتبر المعلق السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، رفيف دروكر، “صفقة القرن” بمثابة صفقة بين ترامب ونتنياهو قبيل الانتخابات سواء في إسرائيل أو أميركا، مؤكدا أن الخطة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام نتنياهو لضم جميع المستوطنات في الضفة إلى السيادة الإسرائيلية من دون أن تدفع إسرائيل أي مقابل للسلطة الفلسطينية.

وأوضح أن الخطة الأميركية التي أجريت مشاورات بشأنها في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو وغانتس، ليست خطة لتسوية سياسية وإنهاء الصراع، وإنما مخطط سياسي منسق بشكل تام بين ترامب ونتنياهو ليكون طوق نجاة لرئيس الوزراء وتعزيز فرصه لتشكيل الحكومة المستقبلية بإسرائيل.

ويعتقد أن الخاسر في هذه المرحلة من نشر الخطة هو السلطة الفلسطينية التي ترفض ضغوط الإدارة الأميركية، مبينا أنه بالمقابل من المتوقع أن يكون نتنياهو وترامب أكبر المستفيدين من الخطة، حيث سيحاول كلاهما استخدام الإعلان عن الصفقة في الانتخابات ولتحويل الخطاب العام عن التهم القانونية التي يواجهانها.

هذا و أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس التلاثاء 28/01/2020 خطته التي طال انتظارها للسلام في الشرق الأوسط، متعهدا بأن تظل القدس عاصمة “غير مقسمة” لإسرائيل.

واقترح حل دولتين، وقال إنه لن يجبر أي إسرائيلي أو فلسطيني على ترك منزله.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض وإلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن خطته “قد تكون الفرصة الأخيرة” للفلسطينيين.

لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخطة المقترحة قائلا: “رفضنا خطة ترامب منذ البداية ولن نقبل بدولة دون القدس”.

وأكد عباس أن خطة ترامب “لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ”.

أترك تعليق